الخميس، 1 مايو 2008

الناس فيها خير ..... بس انت وسع صدرك :-


صبحنا وصبح الملك لله ... في صباح كوتي مغبر وفي اجواء صيفيه مغبرة بسم الله بدأت يومي حالي حال أي متقاعد يصحا الصبح يقضي مشاغله – على فكرة عمري 21 سنه وطالب – قررت اليوم أصلح سيارتي وعندما توجهت إلى ميكانيكي الخدمة في الجمعية على باب الميكانيكي وقفت بالدور وأمامي سيارة تقودها امرأة لا تفسح المجال لي لأمضي ولا تريد هي تسير (( قلت في نفسي شنو هالناس مافي ذوق وبعدين حرمة قايمه من صباح الله خير يايه الميكانيكي مافي رياييل بالبيت ))؟؟ قلنا وسع صدرك

المهم إني طفت من أمامها وصلت إلى الميكانيكي بدأ يفحص السيارة أتت هذه المرأة مرة أخرى لتعكر صفو مزاجي .. تسأل الميكانيكي عن حاجتها .... دهشت من فعل الميكانيكي تركني وذهب معها على الفور .. من غير أن يستأذنني ....

فكرت في نفسي .. المرأة كبيرة في السن ولا تبدي زينتها مثل البنات ما الدافع الذي جعل هذا الميكانيكي يتركني ويذهب معها حتى لم يستأذنني مع أن الدور لي ... بعد لحظات عاد إلي وهو مبتسم فخور فيما صنع
وأنا أتمتم (( الله يحفظكم ويديم الفرحة لو تخلصنا بس ))

جلست إلى جانبه أحدثه عن سيارتي وحالها فقاطعني وهو مبتسم
((شفت هذي المرأة ))
قلت في نفسي (( بعد هذي الحرمه اف منها حتى في كلامي تقاطعني ))
فأكمل كلامه قائلا : هذه توفى زوجها منذ فترة وكان صديقي من سنوات طوال وليس معها رجال يقومون بأعمالها ولا أجد خدمة نبيلة أقدمها لها إلا مساعدتها في تصليح سيارتها فانا فقير كما ترى ...!!!!!
قلنا وسع صدرك

فتوسعت نظرتي في الموقف بدأت افكر في حكمة هذا الميكانيكي كيف انه لم يعتذر مني على تفويت دوري في التصليح بل أعطاني سبباً وعذراً كافياً لأقف له احتراماً على هذا الخلق النبيل وأن أرى في هذا الرجل من المروءة والوفاء لصاحبة المتوفى,
بل واتسعت أفكاري في هذا الموقف أكثر وأطلقت له العنان لأرى سماحة هذا الدين العظيم الذي ننهل منه هذه الأخلاق السامية والشيم الحميدة

نعم كان النبي صلى الله علية وسلم يصل صويحبات خديجة رضي الله عنهم ويسال عنهن وعن أحوالهن ويلبي حاجاتهن كل هذا كان بعد وفاتها وفاءً منه لخديجة رضي الله عنها ... نعم هذه أخلاق الإسلام أخلاق النبي صلى الله علية وسلم .

((السلام عليكم صبحك الله بالخير ........ وعليكم السلام ورحمة الله صبحك الله بالنور ))
كانت هذه تحية ألقاها علي احد المارين .

فقلت في نفسي آآآلله والله الناس فيها خير ... بس وسع صدرك عليهم

لم انتبه وإذا بالميكانيكي يقول لي:
الحمد لله خالصين يا معلم !
فقمت اشكره :
مشكور يا رييس الله لا يهينك
فجأة ........وبدون مقدامات .. وإذا بي أخر على الأرض!!!!!!!
وتجمع الناس من حولي هذا بيده كوب ماء والآخر يحمل نظارتي والآخر يحمل هاتفي وآخر يساعدني على النهوض ..

ما الذي حدث ؟؟

الحمد لله على السلامة عسى ما شر تشتكي من شيء ؟
وأنا صامت لا أرد ... أفكر في الناس من حولي
سألت الرجل الذي أمامي ماذا حدث لي فقال: سقت مغشياً عليك !!
فطبطب على كتفي هذا الرجل بشيبته المتواضعة وقال بوقار :
على مهلك يا ولدي دير بالك على نفسك ...
فخرجت من الكراج وأنا اردد
الناس فيها خير ... لكن وسع صدرك

كلمة ترددت في صدري كثراً اليوم فأحببت ان انقلها لكم
ولنتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم .. في قوله لصاحبي الجليل لِلأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ ـ:
«إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ».
الحلم والأناه يعني وسع صدرك على الناس
وشكرا .