الجمعة، 11 سبتمبر 2009

رجلٌ قدم الكثير

بسم الله الحمن الرحيم ...
يخفي صنائعه والله يظهرها *** إن الجميل إذا اخفيته ظهرا




بعد صلاة الفجر ... بهدوء المنزل و صوت هواء التكيف .. اضطجعت على أريكتي .. وفتحت تلفازي...

وإذا بي ألقى و أرى قمرا منيرا ...شع نور الهداية والحفظ الرباني من وجناته .. و رأيت فيه سكينه .. و طمأنينة في النفس لا تحل إلا بقلب المؤمن ... وإذا به الشيخ عبدالرحمن السميط ..وقد كان في لقاء جميل ما أروعه مع الشيخ الفضيل نبيل العوضي .. حيث كان كل منهم يجود بالدرر .. حتى أتت لحظة الصدمة .. اللحظة التي عاودت فيها شريط حياتي و أعمالي فما وجدت شيئا اذكره ..يحفظ ماء وجهي في هذا المقام و أدركت أني ربما كنت ألعب في هذه الدنيا أو أنني ساهي أو حتى أنني ميت .. لم أعرف فعلا هل قدمت شيئا يذكر ....؟
هذه أسئلةٌ تساء لتها في نفسي .. و أنا ادعوا كل من يقرأ ليسأل نفسه ماذا قدمت؟ ماذا تستطيع أن تقول لكي نحفظ ماء وجوهنا تجاه خدمة هذا الدين وتجاه رب العالمين.

بدأ الشيخ بترديد كلمات .. عجيبة حيث قال :
يا أخواني الكفن ترى ماله جيوب , وكان يتكلم عن المال .. وترى القبر مظلم وضيق ورطب وفيه حشرات ولا تحسبون هين ..
ماذا دعا الشيخ لقول هذه الكلمات .. و مالذي جعل الشيخ يتجه للكامرة مباشرة ويوجه تلك الكلمات وكأنهو يخاطب كل من جلس أمامه لوحده .
عندما سأله الشيخ نبيل العوضي .. يا شيخ أنت تقول أين المسلمين أين المسلمين كيف استطيع أن أمد يد العون للمسلمين في أفريقا وكيف أنقذهم من الموت والجوع والعمى .

فقال:
أنا لا أريد منك أن تأتي إلي مدغشقر ولا أن تعيش في إفريقيا أنا أريد منك أن تكون صاحب رسالة في بيتك وفي حييك (( فريجك )) وفي مسجدك وفي عملك .. أن تقدم للدين ولو اليسير.

وهنا بدأ الشيخ الجليل صاحب الوجه المنير .. يعدد أعمال الخير التي لا تكاد تحسب ولا تعني بأعيننا شيئاً في بدلنا ... فكيف انك بفلسٍ واحد تنقذ شخصا من العمى .. بسبب فيتامين A وكيف انك تنقذ أشخاص من الموت بالملاريا ب 10 فلوس .. وكيف انك تنقذ أطفالا من الموت بالمجاعة .. بدينار واحد .
تساءلت حينها .. إذا مائه دينار(100دك) ماذا تصنع وهي كفيله بإنقاذ كم؟ من الآدميين المسلمين ...

وبدا لي حينها بعض الأحاديث النبوية :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
«لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمر النّعم. ».
وقال أيضاً: «من فطَّرَ صائِماً كانَ لهُ مثْلُ أجرِهِ غَيْرَ أنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أجْرِ الصَّائِمِ شيئاً».
وقال أيضا: « أنا و كافل اليتيم في الجنة كهاتين - وهو يشير بأصبعيه » .


وغيرها الكثير .. و فعرفت حينها إني إن لم استطيع أن افعل هذا بنفسي . فبشئ بسيط استطيع تحقيق كل هذا
بطاقة البنك ... راتبي الخاص .. به وبكل شهر استطيع أن احقق هدفاً ما كنت لأصل إليه لولا جهود هذه اللجان الخيرية .

ثم بعد ذلك بدا لي حالنا وحال شبابنا في هذا البلد الذي انعم الله عليه بالمال و الأمن و الصحة .. والعلم .. والتطور
كيف شكرنا الله ... ماذا قدمنا
ما هي رسالتنا ...
أنا لن أطيل كلامي ... فأنا لست هنا في محل الوعظ .. بل أنا أتساءل بصوت عالي ..واستفهم لعلي أجد جواباً
ولن أجد جواباً إلا بالسعي .. للخير .. و إلا فلن أجد أي جوابٍ يحفظ لي ماء وجهي بمجرد الجلوس على الأريكة

والسلام

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

صديق السفر

هذا مقال كتبته قبل 3 سنوات ولم اشهره وظل اسير المذكرات حتى هذا اليوم ...

بسم الله الرحمن الرحيم ...


يوم جديد في صباح باكر حار (( الصيف :) )) بدأت اسأل نفسي بما اسمي شمس هذا اليوم فلقد سميت التي قبلها بالحارقة والأخرى بالمشتعلة والكاوية وأخيرا رست سفينة أفكاري على شاطئ -الشمس الملتهبة- من شدة حرارتها وكنت وللأسف في سيارتي السوداء والتي التهبت بحرارة الملتهبة ولكني ورغم كل هذا كنت مسرورا ...!! :)
لأني في هذا اليوم استعد للهروب نعم الهروب ((من هذه الشمس والصيف الحار القاتل )) لماليزيا
حيث يختلف الجو هناك ولكن مشوار السفر كان طويل وشاق حيث أن خط السير ...الكويت .. الرياض ..كوالالمبور ... بيناق..ويستغرق حوالي 13 ساعه  يالحضي العاثر فكرة كيف اقضي هذا الوقت في الطائرة ...وجاءت لي فكرة أن اصطحب معي صاحب في هذا السفر ..ولكن كيف واليوم يوم السفر كيف سأجد لي مرافق أصطحبه معي , ومن هذا المرافق , إن العلمية تصعب بعض الشيء , وتوجهت إلي حولي شارع المكتبات ابحث عن صديق لي في هذا السفر ..بحثت وبحثت حتى أبصرته هذا هو خير صديق وخير صاحب إذا أردت أن تضحك أضحكك وإذا أردت أن تبكي أبكاك وان أردته أن يسكت سكت وان أردت منه الحديث تكلم بالنافع المفيد .. من هذا لاشك انه ... الكتاب...
وكان مرافقي في هذا السفر كتاب جميل من أروع ما قرأت في كتب الأدب وهو سهل وخفيف على الروح والنفس وفيه من الخير الكثير , والعلم الوفير .. وهو كتاب الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله كتاب((صور وخواطر)) كتاب جميل وانصح الجميع بقراءة هذا الكتاب فيه من خبرات الشيخ في حياته ومن القصص الكثير الكثير وأحدثكم عن حالي حين

بدأت الحديث من مرافقي ((صور وخواطر))

شرع بالكلام عن حال أحد الأعراب من الصحراء القاحلة ما أبصر المدن البتة وكيف كان حاله في المدينة حين دخول الحمام والسينما ..شيء عجيب لم اسمع مثله في حياتي ومن لطاف هذا الحديث نسيت نفسي وعشت في صحراء هذه الحكاية ..فجأة بدأت ابتسم ثم اضحك واضحك وبدأ صوتي يرتفع من الضحك حتى قال لي الجالس بالمقعد المجاور لي في الطائرة.. بكل أدب ما الذي يضحكك أضحكنا معك ..فأخذ صديقي يتحدث لنا ... حتى تضاحكنا وارتفع صوتنا أكثر من السابق ..قطع علينا الضحك المضيف في الطائرة بصوت هادئ ممكن تقصرون صوتكم ؟ فتداركنا أنفسنا خشيت الإحراج وتحدثنا بصوت خافت حتى ما شعرت بنفسي إلا وأنا في مطار كولالمبور .. وكذلك في الطائرة الأخرى إلي بيننق والى الفندق وأنا كذلك لا ارفع عيني من الكتاب .... واستمر الحال هذا الي أن وصلت بحمد الله بسلام

ختاما ليكن لك صديق نافع ( كتاب ) يفيدك ويسليك ويعزك ويعلمك وانقل في الختام قوله الشيخ علي الطنطاوي في الأصحاب الأصدقاء خمسة ... لتعرف قيمة من تصاحب ولماذا تصاحب ...

الأصحاب خمسة : فصاحبُ كالهواء لا يستغنى عنه . وصديق كالغذاء لاعيش إلا به , ولكن ربما ساء طعمه أو صعب هضمه . وصاحب ُ كالدواء مرٌ كريه , ولكن لا بد منه أحياناً . وصاحب كالصهباء تلذ شاربها , ولكنها تودي بصحته وشرفه , وصاحبٌ كالبلاء .



هذا بوست قصير تعويض عن البوست الذي قبله فقد كان طويل جدا وآسف على التأخير وعدم الالتزام في موعد الحلقة وذلك لحكم السفر
سلام ...