إنا لله و إنا إليه راجعون ,,,,,

عودة ولقاء يتجدد
كم تبعدني مشاغل الحياة وأمورها عن الكتابة والتواصل وكم يدفعني الشوق إليكم للرجوع
وشيء جميل أن يمتلك الإنسان مساحة يسجل فيها كلمات حياته وشيء جميل أن يحضا بأصدقاء مثل الإخوان المدونين منها نسجل كلماتنا التي ستبقى تاريخا يسجل للزمن ومنها تبادل الخبرات والمهارات خصوصا أنني انتقي أطايب الثمر لأقدمها لكم ,,,,

قد يبتلى الإنسان في حياته في أمور كثير...حتى تثقل عاتقه وتكسر ظهره وتدمي قلبه وتبكي عينة فيا لبؤسه و يا لشقائه
من الناس من يقول((هذي الدنيا يوم لك يوم عليك )) وآخر (( كلنا لها )) وآخر (( خليك قوي ))
وانا أقول (( كل هذا كلام فاضي )) لا تؤخذ الأمور بهذه الطريقة بعض المشكلات قد تفرق أسر قد تسبب عُقد قد تحرم إنسان من الراحة طوال حياته ...مصائب لا تطاق

كيف أتصرف ..... توجهت فورا إلي العلم فمنه تأخذ الحكمة ومنه نعين أنفسنا على هذه المشاق الصعبة
توجهت إلى مكتبتي لأعرف كيف أعين نفسي واحتمل مالا يحتمل و إذا بي افتح (( منهاج القاصدين )) <1>
و إذا بالحل المريح والكلام البارد على الروح :

الصبر هو مفتاح الفرج ... الصبر هو الحل [الصبر عند المصيبة ]

الصبر: هو المنع والحبس فالصبر حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما ويقال: صبر يصبر صبرا وصبر نفسه قال تعالى: {واصبر نفسك}

<<الصبر على المصيبة لا يدخل بالاختيار ..مثل الصبر موت الأحبة, وهلاك الأموال , وعمى العين , وزوال الصحة , وسائر أنواع البلاء, فالصبر على ذلك من أعلى المقامات ؛ لان سنده اليقين .>>

وقريب من هذا الكلام الصبر على أذى الناس كالذي يؤذي بقول أو فعل والصبر في هذا يكون بترك المكافآت وعدم الرد عليهم ....
واعلم انك إذا ما خطيت على خطوه ولامك الناس عليها .... تذكر أن رضاء الناس غاية لا تدرك المهم رضاء الله والوالدين ... و من ثم نفسك ...
كيف اصبر على كلام الناس ؟

<< ومن لم يملك لسانه في المحاورات , ولم يقدر على الصبر لم ينجه إلا العزلة >>
فهي في هذا الوقت حسنه وأفضل من المخالطة تعتزل الناس حتى يهدأ بالك وترتاح نفسك وتسكن الأمور فخرج بأحسن حال لك ولهم ...

<<والصبر على أذى الناس من اعلي المراتب قال تعالى [ ولقد نعلم انك يضيق صدرك لما يقولون ] [ولئن صبرتهم لهو خير للصابرين ] >>

اسمع للكلام الذي يصب الماء البارد على قلبك عند المصائب وهو خير كلام كلام الله ومحمد صلى الله علية وسلم

<<عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله علية وسلم ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل بها عنه حتى الشوكة يشوكها )) وفي حديث آخر : (( لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده , حتى يلقى الله و ما عليه خطيئة ) >>
فلا تبتئس وقل الحمد لله الهم آجرني في مصيبتي
أعظم شيء وأصعب شيء أن يكون عند الإنسان نعمة وتنتزع منه لكن اسمع لقول عمر بن عبدالعزيز الخليفة الخامس: (( ما انعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه , فعاضه مكانها الصبر إلا ما كان ما عوضه خير مما انتزعه ))


اسمع أيضا للتحلي بالصبر
<< روينا عن النبي صلى الله علية وسلم انه قال (( قال تعالى :إذا وجهت إلى عبد من عبادي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده , ثم استقبل ذلك بصبر جميل , استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو انشر له ديونا )) أفضال كثيرة للصبر
*أما آداب الصبر : << فهي سكون الجوارح واللسان , فأما البكاء فهو جائز.

وقال بعض الحكماء : الجزع لا يرد الفائت انما يسر الشامت.

اسمع لهذه القصة العجيبة : مات عبدالله بن مطرف , فخرج مطرف على قومه بثياب حسنه وقد ادهن يعني تطيب , فغضبوا منه وقالوا : يموت عبدالله ثم تخرج في ثياب مثل هذه مدهناً متطيبا فقال : أفأستكين لها , وقد وعدني ربي ثلاث خصال كل خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها

قال تعالى : [ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ] .

روى ابو هريرة عن النبي صلى الله علية وسلم (( إذا مرض العبد بعث الله إله ملكين فيقول: انظروا ما يقول لعواده , فإن هو حمد الله تعالى إذا خلوا عليه , رفعا ذلك إلى الله تعالى وهو أعلم , فيقول : لعبدي إن أنا توفيته أن ادخله الجنة , وان أنا شفيته أبدله لحما خيرا من لحمه , ودما خيرا من دمه , وان اكفر عنه خطاياه )) .

وقال البلخي : من شكا مصيبة به إلى غير الله , لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوة أبدا .

سؤال : هل المطلوب عدم كراهية المصيبة وهذا لا يتحمله الإنسان والفرح بوجودها فهو أصعب

الجواب : لا يستطيع الإنسان عدم كراهية المصيبة فهو يكره أن يضر ولا يفرح لها أبدا ولكن سأعطيك مثالا على هذا مثال الرجل المريض وصف له دواء مر شديد المروره ولكنه يشفي ففرح به وانفق عليه ماله وشربة وسعد به هو يفرح لما يرجوا من الشفاء وراء هذا الدواء ولكن في طبيعة حاله لم يحب مرارة هذا الدواء ولكن صبر عليه >> .

ختاما اعلم إن الذي أنزل الداء انزل معه الدواء ووعد بالشفاء فالصبر إن كان شاقا فتحصيله ممكن لا مستحيل

و أني أتغنى هذه الأيام بقول احد الشعراء المعاصرين
فصبري فيك يا قلبي جميلٌ *** وعز المرء بالصبر الجميل

إنا لله و إنا إليه راجعون ,,,,,

<1>مختصر منهاج القاصدين
الامام احمد بن عبدالرحمن ابن قدامة المقدسي